دعا رؤساء البرلمانات الإفريقية المجتمعون في الرباط، إلى توفير اللقاحات والدواء للجميع في إفريقيا، حيث طالبوا القوى الصناعية الكبرى والمختبرات الدولية والشركات، بـ”إنهاء العمل ببراءات الاختراع الخاصة باللقاحات المضادة لـ”كوفيد 19″.
وجاء طلب رؤساء البرلمانات الإفريقية للقوى الصناعية والمختبرات لتمكين جميع “شعوب الأرض، ومنها الشعوب الإفريقية من الحصول على اللقاح وإنتاجه محليا، إعمالا لمبادئ الحق في الحياة والصحة والدواء للجميع”، محذرين من تفاقم الأوضاع الصحية في القارة الإفريقية جراء انتشار “الجائحة” وضعف إمكانيات بلدان القارة لمواجهتها، من حيث البنيات الطبية، ومن حيث الأدوية واللقاحات.
وعبر رؤساء البرلمانات الإفريقية عن ”الأسف العميق” في استمرار حكومات البلدان الغنية والمختبرات العالمية المنتجة لِلقاحات التمنيع ضد وباء “كوفيد 19″، وإخضاع هذه اللقاحات لمنطق السوق ولقواعد براءات الاختراع والملكية الفكرية والصناعية، في الوقت الذي تواجه فيه البشرية “تهديدا مشتركا سيظل قائما ما لم يتم تعميم اللقاحات على مجموع شعوب الأرض”، داعين إلى تيسير نقل التكنولوجيا الخاصة بتصنيع اللقاحات وتمكين بلدان القارة في إطار “شراكات دولية ومحلية ينخرط فيها القطاعان العام والخاص، وتطوير بنيات إنتاج محلية توظف أيضاً لإنتاج لقاحات مضادة لأمراض أخرى، خاصة تلك التي تعاني منها إفريقيا”.
كما طالبوا الدول الغنية بشكل عاجل بإعمال “التضامن العملي” مع إفريقيا، بإرسال كميات كافية من اللقاحات إلى البلدان الإفريقية وخاصة منها المحتاجة أكثر، من أجل وقف انتشار الوباء، معتبرين أن قِيَمَ التضامن العالمي والإنساني والعدل والإنصاف “مُمْتحنةٌ في هذا الظرف العصيب الذي تجتازه البشرية، وخاصة إفريقيا التي تواجه أصلا آفات أخرى، ليست المسؤولة عنها، من قبيل الاختلالات المناخية والإرهاب واللجوء والهجرات والجفاف، والتي تعمل جاهدة من أجل بناء مؤسساتها وتحقيق التنمية والديمقراطية”.
ونبه رؤساء البرلمانات الإفريقية إلى أن جهود تحقيق التنمية والديمقراطية في إفريقيا تتعرض لـ”التقويض اليوم جراء جائحة “كوفيد 19″ التي تدفع الملايين إلى الفقر والهشاشة، فيما يلقى العديد من البشر حتفهم جراء ضعف بنيات التكفل بالمرضى وتجاوز الوباء إمكانيات القارة”، رافعين النداء إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ودعا رؤساء البرلمانات الإفريقية إلى اعتباره “وثيقة من الوثائق الرسمية للمنظمة، كما يقررون رفعه إلى رؤساء البرلمانات الوطنية الإفريقية وإلى المنظمات البرلمانية المتعددة الأطراف، ويدعونها إلى التعبئة بسرعة من أجل العدالة الدوائية لإفريقيا وتمكينها من اللقاحات، وينبهون إلى الاختلالات الكبرى التي تطبع التمتع بالحق في الولوج إلى اللقاحات والدواء على المستوى العالمي”.
كما ثمن النداء الجهود المغربية التي يقودها الملك محمد السادس لضمان “السيادة الإفريقية في مجال اللقاحات والتي أثمرت، إطلاق مشروع لتصنيع وتعبئة اللقاح المضاد “لكوفيد 19″ ولقاحات أخرى بالمغرب وإشراف جلالته الشخصي على تجسيد المشروع وعلى إبرام اتفاقيات في هذا الشأن، مما يجعل المملكة قاعدة قارية لإنتاج لقاحات التمنيع التي ستستفيد منها الشعوب الإفريقية”.
إبراهيم الصبار