من المدرسة إلـــى الجامعة .. إدراك كبير ومسؤولية أكبر على عاتق الأطر التربوية في تفعيل “التعليم عن بعد”

0 1٬584

منذ الوهلـــــة الأولى لإطلاق وزارة التربية الوطنية ببلادنا لتجربة “التعليم عن بعد” عن طريق استخدام الوسائط التقنية الحديثة، وذلك إثر ما أفرزه انتشار فيروس كورونا من إجبارية إغلاق المؤسسات التعليمية بكافة أسلاكها. (منذ الوهلة الأولى) انخرطت كل الأطر التربوية (أساتذة، أطر إدارية وتربوية..) خاصة منها مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة على امتداد التراب الوطني في تنزيل هذه التجربة الرائدة، من أجل تمكين التلميذات والتلاميذ من استكمال مقرراتهم الدراسية بشكل منتظم.


نور الدين أشحشاح: سنبذل كل الجهود لاستكمال المقررات الدراسية لفائدة الطلبة “عن بعد”

من داخل أحد مدرجات كلية الحقوق التابعة لجامعة عبد المالك السعدي- طنجة، وجه الدكتور نور الدين أشحشاح، رسالة إلى عموم المواطنات والمواطنين المغاربة وضمنهم طلبة الجامعة، يحثهم فيها على الالتزام بالمكوث في منازلهم في إطار تنزيل الحجر الصحي الطوعي الذاتي، في إطار المساهمة لمساعدة بلادنا لتتجاوز الجائحة المتمثلة في فيروس كورونا.

ونوه أشحشاح، إلى أن تواجده بالمدرج ليس بغاية الخروج من المنزل، وإنما من أجل استكمال الرسالة التي بدأت من مدرجات الكلية، ألا وهي استكمال المقررات الدراسية لفائدة الطلبة.

وقال أشحشاح، إن بقاء المواطنات والمواطنين في منازلهم يقلل من فرص الإصابة بالفيروس والتخفيف من أعباء المؤسسات الصحية في تحمل أعداد كبيرة من المرضى، ويمنح مجالا إضافيا للعلماء وذوي الاختصاص في إيجاد الدواء الفعال. إضافة إلى المساهمة في دعم النظام الصحي المغربي الذي لا يستوعب أعدادا كبيرة من المرضى، (دعمه) للتعامل مع الأشخاص المصابين والمحتملة إصابتهم بالتدخل الطبي والعلاجي المناسبين.

وختم الأستاذ بكلية الحقوق طنجة رسالته قائلا: “لذلك، رجاء منكن ومنكم، الالتزام بالبقاء في منازلكم طيلة فترة الطوارئ الصحية التي فرضتها الحكومـــــة، لنكون قد وضعنا بصمتنا الإيجابية والفعالة في الحفاظ على صحة المواطنات والمواطنين وسلامة الوطن”.

 

وفاء أعشا: نؤكد كأطر تربوية على أهمية التوجيه وبناء المشروع الشخصي للتلميذ

وتعليقا على التدابير الحكومية المتخذة في الجانب المتعلق بقطاع التربية الوطنية، أوضحت المفتشة في التوجيه التربوي بمديرية العرائش السيدة وفاء أعشا، أنه بالإضافة إلى الخطوات التي اتخذتها وزارة الترابية الوطنية توازيها عملية انخراط الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية وكافة الأطر التربوية عبر خلق مواقع رقمية للتواصل والتدريس عن بعد، فإن الأساتذة أقدموا مشكورين على إنشاء صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يظلوا على تواصل مستمر مع تلامذتهم بمختلف الأسلاك الدراسية كما شمل الأمر كافة المواد الدراسية.

بالمقابل، نوهت المتحدثة بالتفاعل الإيجابي للأسر وأبناءها الذين انخرطوا في تنزيل عملية “التعليم عن بعد” حيث أن الفترة الراهنة ليست “عطلة” بل الدراسة مستمرة عن بعد، ووجهت أعشا باعتبارها إطارا في مجال التوجيه رسالة سواء للتلامذة أو للأسر بأن لا يعتبر التوجيه عملية مؤجلة، بل بالعكس هو دائما محور أساسي في العملية التعلمية.

ويبقى بناء المشروع الشخصي للتلميذ دائما ملازما له باعتباره سيرورة متجددة، ويجب على التلميذ الانخراط فيها من أجل تحديد هدفه المهني، كذلك الأسر مطالبة بالانخراط في التوجيه ومساعدة أطفالهم لبناء مشاريعهم الشخصية، وتعتبر “فترة الطوارئ الصحية” فرصة كذلك لتواجدهم المستمر في إطار العزلة الصحية في التواصل مع أبناءهم.

فالمشروع الشخصي هو ضرورة ذاتية تتضح من خلالها الرؤية كما الأهداف بالنسبة للتلميذ من خلال العملية التعلمية، ويعتبر كذلك من أهم الآليات والوسائل لعقلنة الشأن التربوي لأنه ببساطة نقول الشخص المناسب في المكان المناسب. وينبني المشروع الشخصي للتلميذ على 3 محاور أساسية:

– معرفة الذات ومعرفة القدرات والمؤهلات الكفاءات معرفة الطموحات الشخصية (هنا يتجلى الدور الأساسي الذي يلعبه هنا آباء، أمهات وأولياء الأمور في معرفة قدرات أبناءهم ومكامن الضعف والعمل على ترميمها ..).

– العمل على معرفة المحيط الدراسي والتكويني (محور مهم، حيث أن مجموعة من المواقع الرقمية تساعد التلميذ -بتوجيه من المستشارين التربويين- لمعرفة المسارات الدراسية والتكوينية ومختلف الطرق لمعرفة تلك المسارات.

– معرفة المهن واستكشاف المجالات الاقتصادية والحياة المهنية (الإلمام بكل مستجدات المقاولة والاستئناس بالحس المهني/ الاقتصادي).

وختمت أعشا كلامها مؤكدة على أن التوجيه و بناء المشاريع الشخصية للمتعلمين، يجب أن يكون حاضرا بالإضافة لتعلمهم عن بعد مع أسرهم، ويجب الالتزام بقواعد السلامة الصحية وتوجيهات السلطات حول الوقاية من جائحـــة كورونا.

 

لطفي أبو القاسم: انخرطنا في عملية “التعليم عن بعد” بحس وطني كبير وضمير مهني واع بطبيعة المرحلة

من جانبه، قال الأستاذ لطفي أبو القاسم، إننا نعيش اليوم وضعا استثنائيا غير مسبوق، نعيشه كسائر بلدان العالم، في إطار محاربة الانتشار السريع والخطير لفيروس كورونا، وهو ما اضطرت معه بلادنا والبلدان الأخرى لإعلان حالة الطوارئ الصحية.

وطبعا، وفي إطار محاربة هذه الجائحة أقفلت العديد من المصالح العامة والخاصة أبوابها ومنها المؤسسات التعليمية (إغلاق حجرات الدراسة ..)، يسترسل أبو القاسم، لتعلن وزارة التربية الوطنية عن إطلاق تجربة “التعليم عن بعد” لتمكين التلميذات والتلاميذ والطلبة من متابعة دروسهم من داخل منازلهم بانتظام. وفي هذا السياق، أطلقت الوزارة منصـــة رقمية تعرض دروسا يومية مرفوقة بتمارين تقويمية وفقا للمنهاج العام الدراسي. كما أطلقت الوزارة عددا من المواقع الرقمية على شبكة “الأنترنيت” لمتابعة الدروس عن بعد.

وأضاف قائلا: “وكما هو معلوم، فقد تجندت وسائل الإعلام السمعية البصرية لمواكبة هذه العملية، وذلك عن طريق بث دروس وتمارين يومية للتلامذة، كما تجندت كل الأطر التربوية والإدارية في بلادنا لإنجاح هذه التجربة كل من موقعه وحسب إمكانياته”.

وعلى هذا الأساس، وبحس وطني كبير وضمير مهني واع بطبيعة المرحلة وما تفرضه من تعبئة عامة وتكاثف للجهود التي ستمكننا من إنجاح هذه التجربة الجديدة ببلادنا، انخرطنا كأطر تربوية في عملية التعليم عن بعد، وذلك من خلال جعل التلميذات والتلاميذ مدركين لخطورة وباء كوفيد 19 الناتج عن فيروس كورونا، ومدركين كذلك لحالة الطوارئ الصحية التي أعلنت عنها بلادنا، وملتزمين بالبقاء في منازلهم وواعين بأهمية الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة.، يضيف أبو القاسم.

وختم المتحدث، بالإشارة إلى أن عملية التوعية والتحفيز هاته هي التي مكنت جميع التلميذات والتلاميذ من استيعاب أن ما نعيشه اليوم ليس عطلة، بل هو وضع استثنائي فرض علينا المكوث في منازلنا ومتابعة عملنا كأطر وتعلمنا كتلامذة عن بعد. لكن هذه الجهود المبذولة من طرف وزارة التربية الوطنية والأطر التربوية والإدارية ببلادنا، ستظل غير مكتملة وناقصة، ولن تحقق الأهداف المرجوة منها إلا بتظافر مجهودات أمهات وآباء وأولياء أمور التلامذة عبر مساهمته في التوجيه والمراقبة بنظام وانتظام، وفي هذا الإطار أوجه نداء إلى الأمهات والآباء وأولياء أمور التلامذة بضرورة تتبع ومواكبة أبنائهم وتقديم المساعدة لهم وتوجيههم ومراقبتهم في عملية متابعة دروسهم والالتزام بأداء واجباتهم الدراسية.

نادية بوزندفة: أحرص على تحسيس تلامذتي بضرورة الالتزام بحالة الطوارئ الصحية ومواصلة التحصيل الدراسي

ومن أسفي، توصلنا بتصريح من أستاذة اللغة سلك الثانوي التأهيلي السيدة نادية بوزندفـــــة، بتصريح أفادت أنه إيمانا منها بضرورة إدماج التكنولوجيا الحديثة وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي في عملية التدريس، فإنها تحرص سنويا على تكوين مجموعات “واتساب” خاصة بكل قسم على حدة، للتواصل أكثر مع التلاميذ وكذلك لتيسير عدة مهام مرتبطة بالقسم.

هاته السنة وبالنظر لظرفية وباء كورونا المستجد ومنذ الإعلان عن التوقف الاضطراري للدراسة، تضيف بوزندفــــة، وأنا أتواصل يوميا مع تلاميذي -باعتبار أن هاته الفترة ليست إطلاقا فترة عطلة- وذلك من أجل إنجاز دروس وأنشطة في احترام تام للمنهاج الدراسي وانخراطا مني كباقي الزملاء في إنجاح عملية التدريس عن بعد.

وأوضحت المتحدثة، أنه ونظرا للظرفية العصيبة التي تعيشها بلادنا وباقي دول العالم بسبب جائحة كورونا، فإنها تحرص على تحسيس التلاميذ بضرورة الالتزام بضوابط حالة الطوارئ الصحية وكذا بقواعد النظافة والبقاء في المنازل. كما أهيب بعموم الآباء والأمهات وأولياء الأمور بالحرص على التزام أبناءهم بتتبع دروسهم عبر مختلف الوسائط المتاحة، و كذا الحرص على البقاء في منازلهم إلى أن نتجاوز هاته المرحلة بسلام.

كوثر علمي: انخرطت في عملية “التعليم عن بعد” عن طريق إنتاج دروس رقمية وأشرطة فيديو لفائدة التلاميذ

وفي سياق متصل، قالت أستاذة التعليم الابتدائي الخصوصي بمدينة فاس السيدة كوثر علمي، إن انخراطها في عملية “التعليم عن بعد” كانت عن طريق إنتاج دروس رقمية وأشرطة فيديو يتم تقاسمها مع التلاميذ إما عن طريق شبكة التواصل

الاجتماعي “الفايس بوك” أو تطبيق التواصل الفوري “الواتساب” الذي نعتمد عليه بشكل كبير، ثم نطلب من هؤلاء التلاميذ متابعة الدروس على المواقع الرسمية المخصصة للتعلم tilmidetice أو استخدام تطبيق googleclassroom (إنتاج الاقسام الافتراضية)، تضيف علمي.

بالنسبة لتحفيزنا للتلاميذ على ضرورة التزام بحالة الطوارئ الصحية والنظافة وعدم اعتبار هذه الفترة هي فترة عطلة، توضـــــح المتحدثة، نؤكد على الأمهات والآباء وأولياء الأمور حث أولادهم على النظافة، وابتكارهم طرق جديدة لتعليم أطفالهم لكي لا يشعروا بالملل، ونحن كأطر تربوية واجب علينا طمأنة الأمهات والآباء وأولياء الأمور على مستقبل أبنائهم “ورسالتنا لهم هي أن الهدف من التعليم ليس الحصول على الدرجات بل الحصول على المهارات وتنمية الذاكرة القوية من أجل الفهم، فنحن في فترة تتطلب منا تغيير ثقافة المجتمع نحو كل ما هو إيجابي”.

مـــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.