هل تسبب لقاحات “كورنا” العقم؟

0 511

منذ بدء حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد حول العالم، انتشرت شائعات بشأن تسبب اللقاحات في إصابة النساء بالعقم، حيث زعمت بعض هذه الشائعات أن اللقاحات قد تدمر قدرة الجسم على تكوين المشيمة.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة إيفون مالدونادو، خبيرة اللقاحات ورئيسة قسم الأمراض المعدية للأطفال في كلية الطب بجامعة ستانفورد لشبكة «سي إن إن» الأميركية، «إن هذا الخوف الذي لا أساس له ليس جديداً. لقد انتشرت هذه الشائعة على جميع اللقاحات التي تم تطويرها على مر الزمن تقريباً. ولكن لا يوجد دليل واحد على أن لقاح (كورونا) يؤثر على الخصوبة بأي شكل من الأشكال».

ومن جهته، قال الدكتور ريتشارد بيغي، وهو جزء في مجموعة خبراء التحصين والأمراض المعدية والتأهب للصحة العامة التابعة للكلية الأميركية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد، «لا يوجد سبب علمي واضح للاعتقاد بأن لقاحات (كورونا) قد تسبب مشاكل في الخصوبة لدى البالغات أو المراهقات».

وأكد بيغي على أن لقاحات «كورونا»، «آمنة تماماً»، مشيراً إلى أن «معاناة سيدة ما من مشكلات في الحمل أو الخصوبة بعد تلقي اللقاح لا يعني أنها نتجت عن التطعيم، بل يمكن أن تكون المشكلة قديمة بالفعل، ولكن الكثيرون أصبحوا يميلون الآن لربط أي أزمة صحية بتلقي اللقاح».

وعلق بيغي على الشائعات التي تقول إن اللقاح يحتوي على بروتينات تستخدم في تكوين المشيمة، ما يتسبب في إرباك الجسم ويدمر قدرته على تكوين المشيمة ويسبب العقم، بقوله: «إن البيانات السريرية التي تستمر في الظهور لا تثبت صحة هذا الادعاء. وهذا علاوة على حقيقة أنه علمياً، ادعاء لا معنى له».

أما الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، وعضو اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فقد قال: «إن الشائعات المتعلقة بتأثير اللقاحات على خصوبة النساء بدأت على ما يبدو بأسطورة مفادها بأن البروتين الشوكي الذي يغطي سطح الفيروس، والذي يتم تقليده عندما تحصل على لقاح، يحاكي البروتين الموجود على سطح خلايا المشيمة».

وأضاف أوفيت: «هذا الأمر دفع الكثيرين للاعتقاد بأن الجسم عند تلقي اللقاح قد يطور استجابة مناعية ضد البروتين المرتبط بالفيروس، والبروتين المشيمي أيضاً، مما يجعل السيدات أكثر عرضة للإصابة بالعقم».

وأضاف أوفيت أن هذا الاعتقاد «ما هو إلا محض هراء، فهذا ليس صحيحاً على الإطلاق».

وأكدت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضاً أنه لا توجد صلة بين اللقاحات والخصوبة.

وتقول المراكز الأميركية: «إذا كنتِ تحاولين الحمل الآن أو تريدين الحمل في المستقبل، فيمكن أن تتلقي لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا عندما يكون متاحاً لك».

وأضافت أنه لا يوجد دليل حالياً على أن أي لقاحات، بما في ذلك لقاحات «كورونا»، تسبب مشكلات في الخصوبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.