20 غشت 2020.. خطاب التوعية والصراحة والمكاشفة

0 2٬254

خطاب المكاشفة والصراحة ذلك الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس أمس الخميس، بمناسبة الذكرى السابعة والستين لذكرى ثورة الملك والشعب المجيدة، التي تختزن ملاحم العرش والشعب ضد المستعمر الغاشم، خطاب جاء بمسحة توعوية ضمانا لأمننا الصحي الجماعي.

بنبرة الأب الغيور الذي لا يلوم بقدر ما يبعث تخوفه مما قد يأتي، قال جلالة الملك محمد السادس أنه يرتضي أن تسير البلاد نحو الوجهة الآمنة وتجند القوى الحية للأمة من أجل محاربة وباء كورونا.

وذكَر الملك محمد السادس في خطابه بالتدابير التي أقرها في خطاب العرش الأخير، وهي ضخ 120 مليار درهم في الاقتصاد الوطني وتعميم التغطية الصحية للمغاربة، مبرزا أنه يوصي بتنزيل هذه المشاريع في أقرب الآجال، وهذه رسالة قوية للحكومة والفاعلين الاقتصاديين من أجل ترجمة هذه المشاريع وهذه الرؤيا الملكية في القريب العاجل.

وبلغة يغلب عليها الجانب التوعوي، قال الملك محمد السادس، أن المغاربة أبانوا خلال المرحلة الأولى من الحرب ضد كورونا عن التزامهم الكبير حتى صاروا مضربا للمثل في العالم، إلا أنه يقول الملك محمد السادس تمت ملاحظة مجموعة من السلوكات والتراخي في الالتزام بقواعد السلامة الصحية ومن بينها عدم ارتداء الكمامة بل والتشكيك في وجود المرض أصلا، وهو سلوك وفق الملك محمد السادس “لا تضامني ولا وطني” و ” ضد جهود الدولة”.

إن الخطاب الملكي بقدر ما يبث محفزات التماسك ورص الصفوف فإنه يضع في الحسبان السيناريو الصعب الذي يحيل على حجر صحي مشدد بتكلفة اقتصادية و صحية ونفسية و اجتماعية.

وجاء الخطاب الملكي في منتهى الدراية بحيث قدم للأمة حقائق الأمور و كان درسا تواصليا رفيعا وعلى الجميع ان يتخيل ما يمكن ان يحصل في حالة استمرار التراخي و الاستسهال و تداول النظرة التشكيكية في وجود الوباء و الاعتقاد باختفاء الوباء بمجرد رفع الحجر الصحي.

ان الواقع الملموس الذي قدمه جلالة الملك في خطابه أكد على أهمية جهود الدولة في مواجهة التداعيات الاقتصادية و الصحية عبر دعم المواطنين الاقتصاديين واطلاق خطة طموحة تتوجه نحو المستقبل،لكن ادارة هذا الوضع بشكل مسؤول وتضامني مسألة حتمية نظرا لصعوبة النتائج التي قد تترتب في حال حصول السيناريو الأسوأ.

كما طالب جلالة الملك محمد السادس من قوى الأمة وعموم الشعب المغربي الانخراط في التعبئة الوطنية والتوعية من مخاطر وباء كورونا، كعادة الملكية في التحامها مع الشعب لطرد كل خطر جماعي، عبر استحضار معالم الوطنية الصادقة والتضامن الجماعي بين المغاربة.

رسائل جلالة الملك في خطابه التوعوية والتحسيسية بكورونا، وتحذيراته من التراخي في محاربتها، تضعنا جميعا أمام مسؤولية جسيمة كأحزاب سياسية وفاعلين سياسيين، من أجل ترجمة هذه الأفكار النيرة والرؤيا المتبصرة على أرض الواقع، حتى تضطلع الأحزاب السياسية والهيئات والنسيج الجمعوي بأدوارها في تأطير المواطنين وتوعيتهم والتوحد جميعا ضد وباء كورونا، والأكيد أن المغرب بتظافر جهود قواه الحية سينتصر على هذا الوباء.

أنيس إبن القاضي
الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة جهة درعة تافيلالت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.