الأمين العام يعقد لقاءً تشاورياً مع أعضاء فريق البام بمجلس النواب

0 849

عقد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، صباح اليوم الأربعاء 15 شتنبر الجاري، بسلا، لقاءً تشاورياً مع السيدات والسادة أعضاء فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، حول مستجدات الساحة السياسية الوطنية.

وأكد وهبي أن هذا اليوم تاريخي، لأنه يعقب عملية إجراء الاستحقاقات الانتخابية برسم مجلس النواب ومجالس الجهات والجماعات الترابية، ومناسبة لتقييم النتائج المحققة بشكل موضوعي ومسؤول، ورسم معالم المرحلة السياسية المستقبلية للحزب، في ظل هذه الظرفية التي تعرف تسارعا متوارثا في الأحداث السياسية.

وقال الأمين العام في كلمة في وجهها لسيدات والسادة أعضاء مجلس النواب إن “الإكراهات الصعبة، تتطلب منا تحمل المسؤولية الكاملة، واتخاذ القرارات الوطنية الصائبة، بعيدا عن هوس مصالح حزبنا الضيقة، لذلك نعول كثيرا على لقاءنا التشاوري هذا، وعلى باقي اللقاءات التشاورية  الدورية التي ستكون معكم، ومع مختلف أجهزة الحزب وباستمرار، لرسم معالم المحطة المستقبلية، التي يجب أن يحكمنا فيها قيم التضامن و المسؤولية الكاملة، وخدمة المصالح العليا للوطن، هاته الأخيرة التي يجب أن تظل نصب أعينكم دائما، فأنتم ممثلي الأمة، وصوت الحزب وواجهته الأساسية التي سندافع من خلالها عن قضايا الشعب والوطن، بأمانة ونزاهة وتضحية ونكران للذات، كما ستكونون ضمير الحكومة اليقظ، والمنبه دوما لأفضل وأنجع السبل لخدمة الصالح العام”.

وجدد وهبي الشكر باسم جميع مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، على إرادته الصلبة في احترام روح الدستور، وفي صون الاختيار الديمقراطي ببلادنا، وسعيه القوي لوضع قطار بلادنا على سكة مصاف الدول الديمقراطية العظمى، التي استطاعت تنظيم عملية الانتخابات في وقتها الدستوري، رغم الإكراهات المتعددة المرتبطة بجائحة كورونا، معتبرا هذا الأمر سيعزز لا محالة من المكانة الديمقراطية للمملكة المغربية، ومن صورتها المشرقة بين الأمم وبين مختلف شركائها الدوليين وأحسن رد على أولئك الذين لا يريدون أن يفهموا أن ديموقراطيتنا تنبع قوتها من تمسك شعبنا بملكيته ووحدته الترابية.

كما جدد وهبي التهاني لحزب التجمع الوطني للأحرار على فوزه بالمرتبة الأولى في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، مهنئاً كذلك لسيد الرئيس عزيز أخنوش على الثقة المولوية الغالية التي حضي بها، وتعيينه رئيسا للحكومة مكلفا بتشكيلها، متمنيا  له كامل التوفيق والسداد في المهام الموضوعة على عاتقه.

وفي نفس الإطار، هنأ وهبي أعضاء الفريق النيابي للجديد للبام على ثقة المواطنات والمواطنين التي حصلوا عليها، وعلى فوزهم في هذه الاستحقاقات، مهنئاً في ذات المناسبة جميع مناضلات ومناضلي الحزب على النتائج الهامة التي حققها الحزب في هذه الانتخابات، معبرا عن تقديره للمواطنات والمواطنين، ولإخواننا من ساكنة الصحراء المغربية خصوصا على مشاركتهم المكثفة في الانتخابات الأخيرة رغم إكراهات الوباء.

وأكد الأمين العام أن يوم 8 شتنبر  2021 لم يشكل نقلة نوعية في ترسيخ المسار الديمقراطي لبلادنا وتعزيز صورته الديمقراطية، وترسيخ اختياراته في السير قدما وبثبات نحو مصاف الدول الديمقراطية فحسب؛ بل كذلك وجه رسائل ديمقراطية داخلية، واختار بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط، قد تشكل في حالة نجاح المشاورات، أرضية مواتية وغير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع و منسجم، اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية.
وقال وهبي في سياق متصل إنه واستنادا على ما أفرزته هذه العملية الانتخابية، وما يقتضيه الأمر من التحلي بالمسؤولية التاريخية، “فإننا في حزب الأصالة والمعاصرة نتوجه اليوم إلى جميع الأحزاب الوطنية من أجل الحوار والتعاون، وتغليب المصلحة العامة لبناء مرحلة ديمقراطية جديدة، ستعمل لا محالة على تطوير المشهد السياسي ببلادنا، والدفع بالأحزاب السياسية إلى المزيد من الأدوار الطلائعية داخل المجتمع”.

وأضاف وهبي، “لقد فرضت علينا العملية الانتخابية الأخيرة ضرورة احترام اختيارات الشعب المغربي وضرورة التحلي بالحس الديمقراطي، والعمل على تدشين مرحلة سياسية جديدة تخضع للنتائج الانتخابية إعلاء للقيم الديمقراطية، ومن تم نؤكد بكل شجاعة، أنه مع إعلان نتائج الانتخابات تكون المواقع داخل المؤسسات المنتخبة للولاية السابقة قد انتهت، وانطلقنا في تأسيس مرحلة جديدة، بمواقع جديدة، وخريطة سياسية جديدة، حددها الناخب المغربي، ومن تم نؤكد أننا تجاوزنا صراع المواقع مع حزب التجمع الوطني للأحرار، ودشنا مرحلة جديدة برسائل إيجابية جيدة من هذا الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات والمكلف بتشكيل الحكومة، ونعمل حاليا على دراستها والتفاعل معها بإيجابية أكبر، خدمة للصالح العام وترسيخا للاختيار الديمقراطي ببلادنا”.

وفي نفس السياق وجه الأمين العام، كلمات الشكر لحزبي التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال اللذان تم الاشتغال معهما في المعارضة خلال الولاية السابقة، مشيرا إلى أن التنسيق معهما كان مثمرا، بفضل تصرفاتهما النبيلة التي لا يمكن نكرانها، وسيحتفظ لهما بهذا الرصيد الهام في ممارسة معارضة جماعية مسؤولة، استثمرت كل الوسائل والإمكانيات الدستورية المتاحة لمراقبة الحكومة واقتراح الحلول البديلة، “واليوم سنواصل العمل من أي موقع للبام مع جميع الأحزاب وبروح وطنية مسؤولة، خدمة لقضايا المواطنين والوطن”، يوضح وهبي.

وأكد الأمين العام أن الأحزاب السياسية الجادة والمسؤولة تظل مكانتها متميزة داخل المجتمع وداخل المشهد السياسي، مشيراً إلى أن تراجع عدد مقاعد حزب العدالة والتنمية خلال الاستحقاقات الأخيرة لم ولن ينقص أبدا من وطنيته وجدية أدواره التي جسد فيها غيرته على الثوابت الدستورية ومراجع الأمة المغربية طيلة الولايتين الحكوميتين السابقتين، وأنه سيظل حزبا هاما في التاريخ السياسي المغربي، وسيظل البام حريصاً على التعاون معه، لحاجة بلادنا له و لكل أحزابنا الوطنية.

وأبرز وهبي  مخاطباً أعضاء الفريق النيابي للبام، بالقول، “اليوم بما لا يدع مجالا للشك، فالبام حزب متجدر بالمجتمع، له مكانته الريادية بالمشهد السياسي والمؤسساتي، تعكسها اليوم تلك المشاركة الكبيرة في مكاتب تسيير الجماعات والجهات، وسنحرص على أن تتبلور بشكل قوي في باقي المؤسسات الدستورية المنتخبة”.

وأضاف، “إن ما حققناه اليوم من نتائج انتخابية باهرة، لن يكون دافعا للغرور أو الاتكال، بل يجب أن يتحول إلى مسؤولية وأمانة ثقيلة على عاتقنا اتجاه وطننا واتجاه مواطنينا، من موقعنا في المعارضة أو موقعنا في الحكومة في حالة ما نجحت المفاوضات مع السيد رئيس الحكومة المعين وفق التوافقات الضرورية والمشاورات السياسية الجارية. لذلك سنلعب دورنا كاملا من موقعنا الجديد داخل الوطن الذي تتطلب تحدياته نكران الذات، فالبام من رحم الوطن، خدم الوطن من موقع المعارضة وسيظل كذلك في حالة ما دخل موقع تدبير الشأن العام”.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.