مجلس جهة طنجة ومقاطعة مومباسا الكينية يوقِّعان مذكرة تفاهم لوضع إطار للشراكة بين الجانبين تهم العديد من المجالات

0 562

لغاية وضع إطار للشراكة بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، تم أمس الثلاثاء 25 ماي الجاري، بمدينة طنجة، توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ومقاطعة مومباسا الكينية.

المذكرة الموقعة من طرف رئيسة مجلس الجهة السيدة فاطمة الحساني، وحاكم مقاطعة مومباسا الكينية، السيد حسن جوهو، تشمل التعاون بين الجهتين في مجالات الاقتصاد الأزرق والصيد البحري وتدبير الموانئ والسياحة وتعزيز الجاذبية الترابية، فضلا عن حماية البيئة.

توقيع مذكرة التفاهم يأتي كتتويج لمخرجات اللقاء الأولي الذي جمع رئيسة المجلس بحاكم مقاطعة مومباسا “عن بعد”، أواخر أبريل الماضي.

وبهذه المناسبة، قالت الحساني إن هذه المذكرة تهدف إلى إرساء تعاون مثمر بين الطرفين في المجالات ذات الاهتمام المشترك في اطار علاقات تعاون جنوب -جنوب، شراكة فعالة وتضامنية، مبدية رغبتها القوية في أن تشكل المذكرة مدخلا لآفاق التعاون والشراكة بين الجهتين، اللتين تميزهما نفس الخاصيات والمميزات الجغرافية والطبيعية، مع توفرهما على بنى تحتية سياحية متشابهة وعلى منصتين ميناءيتين رائدتين ضمن شبكة التجارة العالمية (ميناء طنجة المتوسط، وميناء مومباسا الكيني).

وأبرزت الحساني، أن توقيع المذكرة يندرج في إطار التعاون مع البلدان الافريقية التي جعلت منه المملكة المغربية، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، خيارا استراتيجيا ثابتا في سياستها الخارجية، حيث وضعت بموجبه على رأس أولوياتها تطوير العلاقات المغربية الإفريقية ولاسيما الاقتصادية منها في إطار الشراكة والتعاون جنوب -جنوب على أساس قاعدة رابح – رابح.

وأشارت الحساني إلى أن العلاقات بين المغرب والدول الإفريقية سجلت مؤخرا تطورا مهما، وأصبحت أكثر متانةً، وذلك راجع إلى سلسلة من المبادرات الطموحة والمشاريع المفيدة التي تم تنفيذها في إطار التعاون المشترك بالبلدان الإفريقية الصديقة والشقيقة على اساس قاعدة رابح -رابح، الأمر الذي مكن من نقل التجربة المغربية لهاته البلدان في مجالات تتعلق بتطوير الفلاحة والسياحة واللامركزية والحكامة الترابية والتعليم والبناء والسكن وغيرها.


وقدمت الحساني في هذا السياق عرضا عن التجربة الديمقراطية الترابية التي تنهجها المملكة المغربية منذ الستينيات من القرن الماضي، والتي توجت باعتماد الجهوية المتقدمة كإطار لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الترابية المنشودة بفضل الاختصاصات الواسعة التي أصبحت تحظى بها مجالس الجهات، مبرزة اهمية التعاون اللامركزي الذي يعد آلية فعالة لتنزيل بعض من الاختصاصات الهامة للجهات عبر إرساء شراكات أو توأمات أو من خلال الانضمام لمنظمات وهيئات جهوية ودولية.

كما ذكرت رئيسة المجلس، بالمكانة التي أصبحت تتبوأها جهة طنجة تطوان الحسيمة، حاليا حيث يرجع ذلك إلى ما تزخر به من مشاريع ملكية مهيكلة كبرى وبنيات تحتية هامة مثل الميناء المتوسطي والخط الفائق السرعة ومدينة محمد السادس الذكية (طنجة- تيك)، ناهيك عن جملة من المناطق الاقتصادية والصناعية والحرة ومشاريع أخرى، وكلها أسباب ساهمت في تغيير النسيج والهوية الاقتصادية للجهة، وجلب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وبالتالي الارتقاء بالجهة إلى مرتبة القطب الاقتصادي الثالث المملكة بعد الدار البيضاء والرباط في أفق تحولها إلى ثاني أو أول قطب اقتصادي للمملكة خلال ال 25 سنة القادمة، ناهيك عن موقعها الجيو استراتيجي القريب من أوروبا، وباعتبارها أيضا معبرا للعالم نحو العمق الإفريقي.

من جهته، اعتبر حاكم مقاطعة مومباسا، السيد حسن جوهو، أن التجربة التنموية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، تشكل مصدر إلهام لمقاطعة مومباسا، معتبرا أن توقيع مذكرة التفاهم مع مجلس الجهة، يشكل فرصة كبيرة لإقامة بيئة مناسبة للتعاون المثمر بين الجهتين.

وعرج جوهو، على الخصائص المشتركة بين جهة طنجة ومقاطعة مومباسا، من حيث المؤهلات الاقتصادية والطبيعية، مما يجعلهما أرضيتين لتطوير العلاقات القائمة بين المغرب وكينيا ويعود بالنفع على ساكنة الجهتين.

وأكد المتحدث على إيمانه الراسخ بجدوى التعاون الإفريقي وتبادل التجارب الناجحة بين دول القارة، مؤكدا على أن المملكة المغربية، تمكنت بفضل تبصر وحكمة جلالة الملك محمد السادس من أن تصبح أحد النماذج التنموية الناجحة في القارة الإفريقية.

وخلص المسؤول الكيني، إلى التأكيد على التزامه بالحرص على تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بين الطرفين وتعزيز التعاون بينهما من خلال تبادل الزيارات وتقاسم الخبرات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك؛ موجها دعوة للسيدة رئيسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة؛ للقيام على رأس وفد من المجلس؛ بزيارة لمقاطعة مومباسا في أقرب الآجال بغرض زيادة توثيق علاقات التعاون والشراكة بين الجانبين.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.