معقبا على وثيقة طريق الانبعاث.. أعميار يدعو الباميين إلى ترسيخ مشروع فكرة التأسيس

0 900

لخص عبد المطلب أعميار عضو المكتب الفدرالي، تفاعله مع الوثيقة السياسية التي أصدرها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعنونة بـ ” طريق الانبعاث”- الطريق إلى المؤتمر العادي الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، بالإشارة إلى ضرورة أن ينتقل مناضلو ومناضلات البام من فكرة المشروع التي استثمرنا فيها سنوات من النقاش إلى ترسيخ مشروع الفكرة.

إلى ذلك، أفاد عبد المطلب أعميار ان هذا الوضع يستلزم استجلاء بعض الأسئلة المركزية إذا ما أراد الحزب أن يتطلع لترسيخ مشروع الفكرة ومن ضمنها، يقول عضو المكتب الفدرالي أنها تتلخص في سؤال العلاقة بالدولة وسؤال المشروعية السياسية.

وذكر عبد المطلب أعميار في حديثه عن سؤال العلاقة بالدولة، أن نشأة الحزب وظروف تأسيسه مازالت تلقي بظلالها على مساراته السياسية والتنظيمية، حيث ظل ينعت بـ”حزب الدولة”، سواء من قبل خصومه أو من قبل جزء من الرأي العام. وزاد عبد المطلب أعميار قائلا : ” أن هذا التوصيف الغاية منه تجريده من مشروعية قيامه أصلا، أو لمحاولة لجم تحركاته في المشهد السياسي بالتشكيك في صدقية شعاراته ومراميه. ولمح أعميار إلى أنه في كل محطات الصراع الدائر داخل الحزب يصر بعض المنتسبين لحزب البام على ترويج اسطوانة أن الحزب ترعاه الدولة وتعطف عليه وله حظوة خاصة. وهذا النوع من التصريحات يقول عنها أعميار أنها لا تسيئ لحزب الأصالة والمعاصرة فقط بل ينحاز موضوعيا لخانة خصوم حزب الأصالة والمعاصرة الذين ما فتئوا يروجون لمثل هذا الكلام.

ولعلاج هذه المعضلة يشير أعميار إلى أن هذا النوع من الادعاءات يستلزم تذكير هؤلاء بأن المشروعية السياسية لحزب الأصالة والمعاصرة تقوم بالضرورة عبر تحقيق مشروعيته الديمقراطية القائمة واحترام ادوار ووظائف المؤسسات الحزبية.

وفي سؤال المشروعية السياسية يفيد عبد المطلب أعميار عضو المكتب الفدرالي أن السياق السياسي للمرحلة ما بعد دستور 2011 يفترض مشهدا سياسيا قويا وناضجا يؤمن للحركة الديمقراطية والتحديثية كل الفرص الموضوعية لتعلب أدوارها كقوى حية قادرة على ضمان التوازنات السياسية الكبرى، وتامين كل الشروط لانجاح الاختيار الديمقراطي، ومجابهة المد الأصولي. مجتمعيا ومؤسساتيا.

وأضاف أعميار قائلا: ان استقراء عناصر الوضع السياسي بالبلاد تدفع موضوعيا في اتجاه الإقرار بأن وجود حزب الأصالة والمعاصرة ببلادنا لعب أدوارا مهمة سمحت على الأقل في شروط التحولات التي عرفتها المنطقة، بامتصاص جزء غير يسير من الضربات التي خلفتها رياح المتغيرات، محليا وإقليميا ودوليا.

كما نبه إلى أن بعض القراءات الاختزالية روجت بعد 07 من أكتوبر بأن الحزب ربح رهان الانتخابي بالنظر لعدد المقاعد المحصل عليها، وبالتالي فمشروعيته السياسية قد ترسخت في المشهد السياسي العام. إلا ان هذا التقييم العددي لا يقيم الاعتبار لجوهر السؤال السياسي للمشروع.


في حين يؤكد أعميار أن المشروع السياسي للحزب ليس ورقة لضبط التوازنات الانتخابية فقط، لأن هذه المهمة قد يتم تحقيقها في الرقعة السياسية بفاعلين آخرين. وان تكون فكرة تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة فكرة انتخابية فهذا الأمر سيكون بالمحصلة فكرة سخيفة ولا تاريخية.

وشدد على أن موقع حزب الاصالة والمعاصرة في المشهد السياسي لا يتأسس بعدد المقاعد المحصل عليها، بل بالرهان اولا وأخيرا، على تمثيلية هذه المقاعد في المجتمع، وعلى ارتباط أصحابها بالمشروع نفسه في أبعاده السياسية والثقافية والمجتمعية.

لهذا يقول أعميار أن السبيل الوحيد للخروج من نفق الأزمة هو صياغة خلافاتنا في رؤى وتصورات وبلورة الاقتراحات والمشاريع للنقاش الديمقراطي ذي الأسس العقلانية البناءة المؤمنة بالتراكم الايجابي والتجرد من كل الحساسيات الذاتية وحسابات المصالح الفجة والتافهة.




يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.